ولد أسامة محمد السيد والملقب بالزيرو في العاصمة المصرية القاهرة، لعائلة بسيطة، درس في مدارس منطقته وكان متفوقاً في دروسه وكان يذهب بقدميه للتعقيد والصعوبة وكأنه يثبت أن البساطة لا تستهوي فخامة أفكاره، استمر الزيرو متفوقاً حتى الثانوية، و بعد أن أنهى الثانوية ومع دخوله عالم الحاسوب إبان الثانوية بسنوات قليلة فكر كأقرانه بدخول الجامعة وأراد أن يتخصص بالحاسوب الذي كان ولا زال يستهوي كل تفكيره إلا أن تكاليف الدراسة في الجامعة كانت باهضة جداً، فكان خياره الأخير أن يلتحق بمعهد دراسي لعله يكون أقل هدراً للتعليم الذي لا يقود الزيرو كما كان يظن الى أي مكان، وبالفعل التحق بمعهد الفلسفة ولكنه لم يستمر فيه سوى بضع أيام فقد تركه دون أن يكمل الفصل الدراسي أو يعرف حتى ما هي نتيجته.
وفي رحلته لإكتشاف عشقه للحاسوب مرت أيام هذا الصبي وهو يبحث في مكان ما عن ضالته، وكأن الرغبة الإلهية قد شاءت أن يبحث الصبي عن مفتاح حياته، بدأ بلمس أول الخيط حينما أعطى حواسه كلها لشاشة الأتاري، سخر كل شغفه في الألعاب الرقمية تلك واحترفها و أصبح فناناً يمتطيها كل الوقت من وقته، لم يكن هذا الصبي مدركاً أن تلك الألعاب سوف تصنع فارقاً في تفكيره فيما بعد، استمر على حاله ذاك يعشق الألعاب ويمارسها حتى الثانوية، هناك بدأ يميل الى عالم يشبه شغف الصغر وهو الكمبيوتر، وخصوصاً مع ثورة الحواسيب التي كانت قد اجتاحت البلاد الأمر الذي جعل منه الفتى الأول في منطقته بالحواسيب مما جعله يغوص أكثر وأكثر في ذلك العالم ويعشقه تماماً كما كان يعشق الألعاب الرقمية قبله.
بدأ الزيرو يبدع في الكمبيوتر كما كان يبدع في ألعاب الأتاري تماماً، و مع أن الحواسيب في وقتها كانت لا تزال على أنظمة “الدوس” إلا أنه استطاع أن يشق طريقه من بينها ويتطور فيها شيئاً فشيئاً، ثم وفي عام 2002 ومع ظهور الويب والانترنت وجد الزيرو لنفسه منفساً آخراً يتنفس فيه الاحترافية، فأصبح يبحث ويقرأ عن كل جديد تقدمه التقنية وشارك في وقتها بمنتدى “سوالف” ليقدم فيه تجربته الأولى مع الشروحات، ثم انتقل بعدها لمنتدى “ترايدنت” السعودي واستمر هناك إلى أن لمعت بباله فكرة إنشاء منتدى خاصاً به يقدم فيه ما عنده من معلومات تخص التقنية، وبالفعل في عام 2006 أنشأ أسامة الزيرو منتدى أطلق عليه اسم “عالم الزيرو” إلا أنه سرعان ما أصبح خاصاً بالألعاب بدلاً من الويب، مما جعل الزيرو يقرر بيع المنتدى -بالرغم من أنه نجح نجاحاً ساحقاً- و ينتقل للعمل في مجاله وهو الويب، وبالفعل سافر الى السعودية في عام 2010 ليعمل هناك كمصمم جرافيكي ثم كمطور ويب وأخيراً كمسؤولاً لسيرفرات لينكس كعمل جديد له بالإضافة لعمله بالويب.
الأمر هنا لا يزال يأخذ طابع الحياة العادية كأي شخص بمثل عمره يحصل على وظيفة ويعمل، ولكن أسامة الزيرو يحمل في نفسه تميزاً قاده الى المجد، فلا يزال هذا المجتهد يبحث هنا وهناك عن العلم الذي يزيده احترافاً في مجالٍ خلق كي يكون له، وكما يقال رب صدفة أفضل من ألف ميعاد، ففي إحدى المرات التي كان الزيرو يشاهد فيها محاضراً يشرح أحد الدروس لاحظ شرحه الركيك وتعقيده في إيصال المعلومة، لمعت بباله حينها فكرة كانت حجر الأساس في بناء مستقبله الذي يتحفنا به الآن، فقد فكر بشرح دروس في المواد التي يعرفها، هكذا أمر بمحض الصدفة ليس لأي سبب كان أو لأي رغبة فيه بالوصول لمحطة ما.
أسس أسامة الزيرو قناته الخاصة على يوتيوب وأطلق عليها اسم “الزيرو ويب سكول” في شهر ابريل من عام 2014، نشر فيها أولى كورساته التعليمية، وما إن نشرها حتى بدأت التعليقات تتهافت عليه كلها معجبة بأسلوبه وطريقته السلسة في إيصال المعلومة، فقد كانت شروحات الزيرو تفوق في جودتها الشروحات الأجنبية مما جعلها الأولى بين نظرياتها، ومن هنا استمر الزيرو في شرح الدروس في المجالات التي هو على دراية فيها حتى كبرت قناته ومشاهديها وكبر معها الزيرو اسماً و شهرةً و علماً.
أدرك أسامة الزيرو أنه الآن في لب المجد الذي كان يبحث عن طريقه منذ البداية، فاجتهد و أعطاه كل طاقته، وكافئه المجد أكثر فأكثر ليكون اليوم هو الأيقونة الأولى للويب، والمعلم الذي يعشق طلابه كلماته إن كانت فيما يبحثون أو حتى في شيء آخر تماماً بعيداً عن وجهتهم، كل تلك الاجتهادات التي قد وصل لها الزيرو ولا يزال يطمح في نفسه لأشياء جديدة فقد تفتحت أفاق مداركه أكثر فأكثر وأصبح يتقن الويب والشبكات وآليات البحث المتقنة مما جعله يتطلع الآن أن يقدم شروحاً أخرى في مجال الورد بريس، و في فكرة أخرى كتطوير لمجاله، يتطلع الزيرو أن يقدم دروساً تعليمية باللغة الإنجليزية كي يصل بصوته للغرب كما قد أطرب به الشرق بحرفية مطلقة، كما ويحضر الآن لمؤتمر “أراب ويب ساميت” الثاني كاستكمال لمؤتمره الأول، هذا ناهيك عن تحضيراته الأخرى فهو يشرع الآن بإنشاء موقع “الزيرو ويب سكول” كمكمل لقناته على يوتيوب، وتحضير مفاجأة الموسم لجمهوره بنشر كورسات كاملة دون اعلان مسبق عنها في أكثر من 50 موضوع منها ما يتكلم عن الـ “أجاكس”.
قام الزيرو بشرح دروس في كثير من المجالات المختصة بالويب منها :
- Html5
- Css3
- PHP
- MySQL
- Javascript
- jQuery
- Bootstrap
- SASS
- Online ecommerce
أعطى الزيرو العلم للناس بطريقة عجز الباقون عن تقديمها، فهو اليوم يحفر اسمه في كل مكان وبين كل جيل وآخر، ينظر للحياة نظرة المجتهد فيعطيها كل طاقته كي تعطيه هي مزيداً من النجاح، فسنوات العمل والاجتهاد والتعليم هي المواد الخام التي تصنع فيما بعد البناء المشيد بالنجاح والتألق.
عبّر عن تعليقكالإبتسامات